Wednesday, February 3, 2016

في إحدى حدائق قرطبة الخلابة .. كان اللقاء 
بين أميرة أموية فاتنة واشهر شعراء العرب 
هاما ببعض صبابة وانشدا في هواهما اعذب الاشعار
حتى وقعت القطيعة لسبب , ربما لم يفلح التاريخ بتحديده
فتارة ذكروا ان محبوبها قد تغزل بجاريتها فغضبت وقالت:
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا 
لم تهـــو جاريتي ولم تتخيرُ
وتركت غصنا مثمرا بجماله
وجنحت للغصن الذي لم يثمر
وتارة ذكروا لأنه انضم لحركة "الجهاورة" المعادية لبني أمية
فقررت تركه وفاءاً لأهلها والزواج بأحد الوزراء
حاول استعادة حبها عبثاً بتقديم الاعتذارات دون جدوى
فأضحى بهجرها وقسوة قلبها هائماً على وجهه معذباً
قام الوزير زوجها بعد فترة بتدبير مكيدة له لأبعاده عن طريقها
فتمت محاكمته وسجنه لأربعون عاماً قضى لياليها بأطلاق ابياته الشهيرة:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا
إن طالما غير النأي المحبينا
استطاع يوماً ما الهرب من السجن وعفى عنه الخليفة حين سمع بذلك لكبر سنه
كان يقضي يومه الطويل في الحديقة ذاتها التي التقى بها محبوبته
يستذكر بها عمراً من الغرام انقضى وما خبت في الفؤاد لهفته
فعلمت بذلك .. رق قلبها و لم تطق صبراً رغم المكابرة والفراق الطويل
اقبلت نحو الحديقة تسابق الشوق والشوق يسابقها
حتى التقته .. وفارقـــا الحياة معاً
تلك العاشقة كانت .. ولاّدة بنت المستكفي
وذاك العاشق كان .. ابن زيدون
فرحانين وفخورين احنه بالجيش العراقي 
وبطولاته في الشام والاردن ومصر وفلسطين
طيب غير هاي البطولات الها مردود واثر ؟
يعني العروبة الي استشهد من اجلها 
خيرة جنود بلدنا ما الهم حق عليها ؟
شنو عطاء عطاء بدون اخذ ؟ 
حتى الله وعد البشر بالجنة كمكافأة لتضحيتهم
اشمعنى اهلنا ما الهم نصيب الا نبش القبور
وما النا نصيب الا الذلة والتهجير والجوع ؟
عسكري عراقي يقاتل ويستشهد بمصر
واحفاده ما يكدرون يدخلوها الا بفيزا
هل تتسمى تضحية ام استزواج ؟
لو يوكفك بطابور انتظار وبعدين يرجعك
بنفس الطيارة الي جيت بيها لبلدك .
ايران مثلا لم تذهب تضحيات جنودها
وحربهم الطويلة سدى ، احتلوا البلد
واولادهم اشتروا بفلوس النفط العراقي
بيوت وعقارات وكيعان في العراق
لانهم قاتلوا بروح المذهب الشيعي وعقيدته
لو ان صدام حسين دخل البلدان العربية
بإسم الاسلام انذاك بدلاً من العروبة والبعث
لانبثقت من الشرق امبراطورية اسلامية عظيمة
لكن بذاك الوكت سيكون في عرف الغرب
نسخة من البغدادي وجنوده الاساوش هم دواعش اليوم
اكثر من 8 ملايين مصري عاشوا في العراق
اكلوا من خيراته ودرسوا واشتغلوا وفتحوا بيوت
من غير الاردنيين والفلسطينيين وجاليات اخرى
وكلها كانت بإسم القومية وحزب البعث ومجلس الثورة
لما دخلت الدبابات الامريكية للعراق
واحتلته كلها فلتت لان مو قضيتهم
ولا اكو تكليف الهي بالدفاع عن بلد علماني 
ثم قابل القومية بيها جهاد ووعد رباني بالشهادة ؟
لو هوية المسلم هي البعث وشعاراته ؟
لو صدام حسين زعيم مسلم ؟
شوية يبجون عليه ويخلص الموضوع
بينما لو صدام كان مثل الملك سلمان
صاحب دولة اسلامية ونظام اسلامي
يكدر بفتوة صغيرة تخلي ذولة المصريين
والعرب يرفعون السلاح بوجه الاحتلال وجيوشه
مصدر قوة السعودية بجهادها وليس نفطها فقط
اني لا ملتزمة ولا لابسة عمامة او حتى محجبة
لكن كلمة اقولها امام الله وامام نفسي
بغير الاسلام سيسحق الجميع او يتحولون لمسوخ
بلا هوية ولا تراث ولا سيادة ومعنى في الحياة
والله ننقهر 
مو لان موجة الالحاد ضربت الذهن السني 
لكن لان السني يتعرض لضغوط كثيرة وصلته لهذه النتيجة 
مو بوضع اجتماعي وفكري طبيعي وحرية وصل لها 
تشكيك ورعب واتهام واحتقار للهوية والاسلام
وضرورة الاندماج بالمجتمع الشيعي الحاكم المتطبع
اصلاً بالافكار الماركسية والالحادية ولديه
تمرد مسبق على الدين والتعاليم الالهيه
بالرغم من الحكم الشمولي السابق والصارم
والمشكلة الفرد السني مخلص بالحاده
ما عنده ازدواجية مثل الشيعي الملحد
يقدس شخوص دينية ومراقد و يطبر او يلطم
علمودها ويقتل من يمسها بكلمة او نقد
يعني التغيير الدموغرافي للمحافظات الغربية
وتوطين الايرانيين وقتل واعتقال السنة المعارضين
وترك الملايين منهم في المخيمات والحسنييات
سيكون مصحوباً بثقافة الحادية قوية
لن يتأثر اصحابها ان نصبت مواكب عاشوراء
ونالوا فيها من الصحابة او عرض النبي
ولهذا الهوية السنية في العراق مهددة بالفناء
في الماضي القريب
كان المطاردين و المتمردين على الانظمة القمعية والمجتمع وثقافته
هم اصحاب افكار و توجهات ماركسية
مناهضة للدين الاسلامي وثائرة عليه 
اما اليوم فالمتمردين على الانظمة القمعية والمجتمع
هم الاصوليين اصحاب العقيدة
والتوجهات الاسلامية المناهضة للسياسة التغريبية
شيء غريب ان يحدث هذا الاضطراب الفكري
المؤثر والخطير في فترة قياسية من تاريخ العراق
اصل الاخلاق ومنبعها الاول اللغة 
فمفردة "متمرد" تصلح ان تكون 
نعت للتخريبي وممكن تكون نعت للثائر
حسب انت كيف تريد ترك الانطباع عند المتلقي
وتهيء سلوكيات المجتمع الغافل للتصرف معه 
نيلسون مانديلا مثلاً في عرف اليوم "ارهابي"
كان عنده جماعة مسلحة تفجر في الاسواق 
وتخرب مؤسسات الدولة وتستهدف البنى التحتية
لكن تم تقديمه للناس في عصرنا على انه
"ثائر" وايقونة نصر وبطولة وتاريخ مشرف
وصرنا لا ندري من الثائر ومن الارهابي
وما هي مرجعية الخير ومرجعية الشر
وذلك بسبب النسبية وانعدام المركزية والثوابت
كل السياسات الماكرة والمخادعة مردها اللغة
كيف تحرك عواطف البشر وتستملكها ؟ باللغة
كيف تعبث باذهانهم و مبادئهم ؟ باللغة
كيف تشرعن الباطل و تحببه للناس ؟ باللغة
*ان من البيان لسحر
ان الطموح بالمجد
وخلود الإسم بعد الموت 
امر مثير للاهتمام
لكن لماذا قد تسعى اليه
وانت لن تتذوق حلاوته بعد الموت
جمعتني الصدفة خلال سفرتي الأخيرة بمدير امريكي عملت معه لما يقارب السنة 
قبل ان يقدم استقالته بعد قبوله بعرض عمل مغري في الكويت
هذا الرجل كما عرفت عنه قضى نصف عمره في الشرق 
وكانت محاظراته في الManagement و Human resources
تحظى بنجاح و أهتمام كبير في الشركات التي عمل فيها 
حضرت له واحدة وكانت الطريقة التي ربط فيها سلوكيات الزبون
اتجاه العروض وجودتها في سوق الطلب مشوقة وذكية
و تدخل في تفسير اجتماعي وسوسيولوجي بسيط وجميل
كنت متحمسة جداً لأطرح عليه بعض الاسئلة بخصوص ما يحدث
وكيف تبدو رؤيته بحكم خبرته وكبر سنه وشهاداته الاكاديمية والعلمية
بدا متأسفاً وحزيناً لما حصل في سورية وباريس وكاليفورنيا
وكيف ان الفوضى بدأت تتسع وتصبح خارج نطاق السيطرة
صمت قليلاً ثم قال: انا اعلم بأنك مسلمة لكن استميحك عذراً
انا لا ادري لماذا يتصرف المسلمون بهذا العنف
وهل ثمة مبرر لقتل الأبرياء وارهاب المسالمين ؟
قلت له : لكنك عملت معهم سنوات طويلة وتعيش وسطهم مع عائلتك
وتشعر بالآمان والاستقرار في الكويت اكثر من اميركا كما اخبرتني
الا يعني هذا شيء لك ؟ لم يرد ..
اكتفى بالقول قبل ان يصافحني مودعاً : يا ابنتي انها الحرب
وفي الحرب يجب ان ننجوا بأنفسنا واطفالنا
ثم رتل آية في سفر الخروج dont follow the crowd to evil
* لا تتبع الجموع الى الشر
ارادت ايران تصدر ثورتها الخمينيه للعراق
حرب ثمن سنوات و بقي العراق صامد
الانتفاضة الشعبانية بعد حرب الكويت و بقي العراق صامد
حصار يدك بي ووضع متردي و بقي العراق صامد 
شافت ماكو جارة غير اميركا بنفسها تتدخل 
وتحشيد موافقة الدول العربية باسقاطه
وانتصرت ايران باحتلال العراق 
واعدام زعيمه في اول ايام عيد الاضحى
نفس الشي الان يحدث مع السنة
مقاومتهم للظلم الشيعي دفعتهم للاحتماء بالدين
والسني حين يهدده خطر انهاء الوجود
يعود سلفياً لان الفكر الاسلامي مقاوم
ويذكر الارهاب والحرب في آياته علناً
وهو بالضبط ما سعت اليه ايران
كي تتكفل اميركا وحلفائها العرب بقصفهم
وتحويل المواجهة بين الاسلام والغرب علنية عالمية
وفي حال تم الامساك بالبغدادي
سيعدموه ايضاً في اول ايام عيد الاضحى
تكتب عن الحب والغزل والخصام , تشعر بالذنب
تكتب عن الغناء والشعر والفن, تشعر بالذنب
تكتب عن المستقبل و مشاريعك الخاصة ,تشعر بالذنب
عن الطبيعة واللقاء والسفر وضحكات الاطفال 
عن الطيور والازقة والبيوت الدافئة تشعر بالذنب
لقد اصبحت الحياة شاقة وضيقة بوجود ملايين المعذبين فيها
نحن في مواجهة قاسية الان مع الذات والواجب والمصلحة
جبران خليل جبران كان يقول "ما ابعد الصبح في هذا العالم"
ربما بفلسفة التشاؤم يمكننا تفسير الحياة ومعرفة الانسان
هكذا يبدو المعنى والمعاناة القائمة عليه اوضح من ذي قبل
هدنة مستمرة .. 
رغم ان قلبي وكل فكري مع ذوي ضحايا 
بغداد الجديدة والمقدادية .. 
حذفت موضوعاً مو لان وصفتوني بالمغرورةً ههه
مع ان المفكر عبد الوهاب المسيري يعطي للكتاب
الحق ببعض النرجسية والا ابتلعهم القراء 
لكن لان ضجت من نفسي استهزأت بناس
قروا المنشور وعرفوا انهم المعنيين به ..
ثمة صاحب عتيد
ترددت ان اعاتبه ..
على موقف لم يجيء به
وحين فعلت لحظة غضب
ظن اني اطالبه برد جميل قديم!
ليته علم ان تذكيري بهذا الأمر
اعتبرها إهانة .. لا استحقه
اذا انهار سد الموصل تغرق المدينة تماماً صح ؟
الحشد مديكدر على الدواعش بالمعارك
ولا القصف الدولي ديغير شي منذ سنتين
وايران تريد تسترجع المدينة بدون اهلها 
وامريكا تريد تنهي ملف داعش والبغدادي
للالتفاف الى ملف روسيا وتوسعها في المنطقة
كلفة الحرب صارت باهظة باستمرارها
رواتب ماكو والبلد مقبل على فقر بنسبة 30%
اذا قصفوا السد رح يخلص كلشي بيومين
حتى القوات التركية والبيشمركة تنسحب
ولا بأس بالتضحية بالمدن المنخفضه في بغداد
والمحاصيل الزراعية للمحافظات الوسطى والجنوبية
ربما هذه الجريمة تدور في اذهان الاوغاد
فيحصل الفيضان العظيم
افضل خطوة عملها الاكراد 
الاستقلال شبه التام عن حكومة بغداد
وعقد تحالفات وسياسات مع دول مؤثرة 
مثل اميركا واسرائيل عادت بالنفع 
حتى على العراق في حربه مع داعش
ودعم البيشمركة التي تمثل دعامة دفاعية قوية
اصلاً التعنصر لقوميتهم وانعزالهم ضرورة
حتى بناء الخندق المزمع اؤيدهم فيه
والا لأصبح مصيرهم كمصير السنة العرب
مزيد من القتلى ومزيد من اللاجئين
والمزيد من المساجد و المدن الخربة
والمزيد من ضحايا تنظيم متشدد
بالحقيقة الهوية القومية شفعت له
اول من هدم فكرة الاوطان والجغرافيا
وحدود سايكس بيكو هم الاكراد وليس الدواعش
تمردهم على صدام لم يكن مثل تمرد الشيعه
في انتفاضة 91 او له نفس الاهداف 
ناس شافت ان الوطن يعني الهوية الأصيلة
من صلب جذور وثقافة وتاريخ الانسان 
لا ينفع معها الاهمال او التجاوز والانكار
انت معتز بقوميتك والبعث وبنيت الوطن على اساسها
هو ايضاً معتز بكرديته ويطمح بناء الوطن على اساسها
ويسكن فيه المسيحيين والعرب والاجانب مثلك
لا يوجد قاسم حيوي و مشترك بين الاكراد والعرب
غير الاسلام والعراق ليس ببلد مسلم
حضرت مرة محاضرة بال learning of communication
وكان ال سشن انذاك عن ال angry customer
وديشرح الاستاذ طبعاً عن هذا النوع من الناس
وكيفية امتصاص غضبهم بالتفاعل والانصات
وتسآل ان كان اكو تجارب معهم وما هي نتائجها
فمن بين الحضور كان اكو عراقي رفع ايده وكال
كثيراً ما اصادف هذه الناس في عملي
وفي كل مرة يحاولون تهدئتي انا ههههه
باللحقيقة لو طبقت العلمانية بشكلها الصحيح ستصطدم بالاسلام تماماً
لأنها تمس جذوره وبنيته وخصوصيته الحضارية والوجدانية 
وصبغتة في المجتمع الشرقي , فماذا يعني فصل الدين عن السياسة ؟ 
غير ان تخلق الاستعداد النفسي والذهني لتقبل منح الحق
بالحرية الفكرية المطلقة لأي فرد للطعن بالمقدسات الاسلامية 
ووضعها على طاولة النقاش والتجريح والتشذيب والسخرية منها؟
وهذا الأمر في الاسلام له محظورات يترتب عليها
محاكم اسلامية بقصاص يصل حد اعلان الجهاد والحرب
فكيف تنجح بعمل توازن بين دستور دولة ودستور ديني؟
وكيف يخضع المسلم للقانون الجديد بالسطوة والترهيب
ودينه يحرضه في التمرد عليه ولو كانت حياته الثمن ؟
في العراق بعد الاحتلال لم تنجح العلمانية الا بأثارة الفتن
انتهت بتمزيق المجتمع العراقي وانهاكه بالحروب الأهلية
وهذا ما يجعل تقديم العلمانية وتطبيقها بشكلها الغربي
يأتي على حساب المصلحة العامة بايثار المصلحة الخاص
هل في اختزال العالم للهويات البشرية المتنوعة 
وطمس الحضارات والعلوم التاريخية والثقافية 
فيه شيء من التقدم او يرقى لصنوف الحضارة ؟
ان مفردة "انسانية" التي تطمح العولمة تعميمها 
في مرحلة مستبقة للتحكم بالانسان, تعني التبسيط 
ومحو الخصوصية والجمال المركب الذي ينتهي
الى التماثل البشري في الفكر والسلوك واللغة
يعني هذا السحر في التفاعل الفلسفي بين المجموعات البشرية
والتصادم بين المعرفة والعلوم والمنطق واللاهوتية
والرؤى المتباينة والحيوية حول الانسان والمعنى سيتقوض
نحن اليوم مجتمعات تضج بالحيوية والحياة والذهن المتقد
لأن الاختلاف الذي اشعل الحروب هو ذاته يبقي على تفردها
لكن حين يصبح سمير وتوانا وكارل وجون مخلوقات نمطية
لها نفس التوجه الفكري واللغوي ونفس الوجدان والرغبات
لماذا قد يغريهم اثارة الاسئلة الاخلاقية والمعرفية لبعض؟
هذا ما في جعبة الانسانية لكم بكل أمانة
 هل الاسلام حالة غنوصية ؟
هل هو واحد من تمارين اليوغا ؟
هل ارسله رب العباد ليبقى محصوراً في البيوت ؟
يقول البعض ان الدين هو مجرد علاقة بين الانسان وربه 
يتعبده فيها ويقوم ببعض التمارين الصوفية و تطهير للذات
والبحث عن مرضاته بما يدور حول نفسه , اي العبد فقط
ويستنتج من ذلك ان العلمانية ضرورية لبناء المجتمع 
لكن الا يؤدي هذا الى انفصال المواطن عن المجتمع ومشاكله ؟
لا يعنيه اقامة العدل في الارض ولا الدفاع عن المظلوم
ولا استعادة حقوقه المسلوبة والعيش بكرامة وعز
ولا مهاجمة الحكومات التي تفتك بالبشر قتلاً وجوعاً وظلماً ؟
انا افكر بالمستقبل والتاريخ , بالاجيال التي لم تولد بعد
ببشاعة الحكومات ومغريات المصالح والثروات المادية
يهمني ان تبقى في الانسان بذرة غضب نقية وخالصة
لا اخفيكم ان مثل هذا الخطاب الذي تقدمه العلمانية
يشعرني بالقلق وللأمانة اصابني الشك حول مضمونه
فلو اجتاحت المجتمعات البشرية موجة من الظلم
كما يحصل اليوم لن تصادف مسلماً واحداً يحاول رفعه عنها
ربما يكتفي فقط برفع اللافتات او الانبطاح في الارض
وهذا يعني ان وجودنا في هذه الحياة خطأ وعالة
ولم نؤدي اي رسالة نبيلة ومحترمة فيها كمثقفين
فتحت عيوني على سنين الحرب
شتا وخوف وقلق ولالة صغيرة جوا الدرج
لا يكون ضواها يوصل للشباج وننقصف
لحد هسه صوت صفارة الانذار بإذني
ووجه جدي الممرود وهو مكابل الراديو 
اسأل امي : ماما .. بابا وين ؟ 
تجاوبني وبيدها القرأن على سجادة الصلاة
-ماما بابا بالجبهة
- يعني شنو جبهة ؟
- يعني بالحرب
- وشوكت تخلص هذه الحرب ؟
- اندعي باجر تخلص ..
وهاي خلصت سنين العمر
وما خلصت الحرب
ايران ملزمة بالعراق وافلاسه 
حتى لا تستغل التنظيمات المتطرفة
وضع المواطن المتردي فيشترون ضميره
ويسهل اختراق بغداد وربما النخيب وكربلاء
لكن هذا الالتزام قد ينهك اقتصادها
وهي اصلا داخلة حرب وعلى عدة جبهات
العراق و سورية واليمن ايضاً
كل شيء يبدو مقلقاً مشوشاً 
ولا احد يستطيع التكهن بما سيحدث
بريق الشهرة أخاّذ 
ثمة من يبحث عنه
لإرضاء ذاته المنقوصة 
وبعضهم الآخر يبحث عنه
بمقدار ما يخدم انتاجه
وفي كلاهما فرق
دعاوى الملحدين والتنويريين بأسقاط اي بطل او زعيم يبرزه التاريخ
في المجتمعات والسخرية منه بدافع حرية الرأي
دعاوي هدامة و غير مفهومة ومشكوك في نواياها
والحجة انه انسان كباقي البشر له اخطاؤه وجوانبه السيئة
يا صاح وهل يفرز الواقع البشري مخلوق افلاطوني؟
بل ان افلاطون نفسه اوجب تصوير الالهة والابطال بأنهم
حائزين على اعلى درجات النبل والكمال
ومراقبة القطاع التعليمي ان حاول الانتقاص منهم
او التلميح بذلك وحذفه وعدم السماح به
و هذا بنيان سليم لمجتمع صحي حيوي ومتقدم
لا يضر الدولة ولا يرهق المرء بالكآبة والتيه
يجب ان يكون هناك مثل بشري أعلى يسعى الانسان البسيط للوصول اليه
شريطة ان تنتزع عنه هالة القدسية ومن هنا
قدم الاسلام نموذج التوحيد والعبودية الخالصة لآله غيبي
مهما على شأن الانسان ووصل منزلة الانبياء والاولياء
يجيك واحد ما يعرف يكتب اسمه ينال من النبي محمد او هارون الرشيد
انت منو ؟ وشنو من البين حتى تتجرأ على ذلك؟
هذه الافواه يجب ان تصمت فلا تفتن الناس وتعبث بذهنها
وتأتي بالهلاك والخراب عليهم جميعاً
الملبس المهيب والأنيق وحتى الجديد 
يؤثر على سلوكيات الانسان وكلامه ونظرته للناس 
فكيف بأنسان يشعر بالهزيمة النفسية 
بسبب ملابسه الرثة وتعليمه المتواضع
امام ضابط وعقيد ونجوم على الكتف واوسمة على الصدر
ويرى في عيون الآخرين نظرة عنصرية واستعلاء اتجاهه ؟
حزب البعث بزمن صدام ما جان مجرد حزب وشعارات واجتماعات 
وانما سند ومصدر حماية للكثير من اهل الجنوب اللي عانوا
من نظرة عنصرية وفوقية لهم سببتها الفروقات
الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والقبلية فسارعوا للانضمام اليه
كان يكفي ان تقول انك تكريتي او من اهل العوجة فترتعب الناس
وتتمسح بصاحبها وتتملق او تصمت وتهرب بعيداً
اليوم حصلت هذه الانتقالة الثقافية عند الشيعي
وصار ينظر للسني نظرة استعلائية عنصرية
قد جاءته بها الاحزاب السياسية المتنفذة
و الميليشيات المسلحة المذهبية حتى صار ابسط مواطن
يجهر بالقول: لقد تأدب السنة اليوم وعرفوا ان عقاب التمرد
هو المخيمات والهجرة وخراب مدنهم وداعش
مشهد الحمزة عم النبي وهو يصفع ابو جهل 
في واحدة من اشد المقاطع السينمائية تأثيراً 
وخلوداً في ذاكرة ونفوس العرب بما فيها من شجاعة 
وكبرياء ومدلول انتصار للحق ونصرة الضعيف
باتت اليوم محل تسفيه ونقاش وشذب وسخرية 
كل شيء اصبح خاضعاً للنسبية ويحتمل الخطأ والصواب
كل الثوابت تهتز من تحت قناعات البشر وايمانهم 
الهوية العربية تتفسخ .. وهذا الأمر بكل صدق يجرحني
لا اسوء من ان يفقد المرء هويته ويستعر من جذوره وأصله
وتاريخه ويصبح مسخاً ذليلاً للباغي بلا لسان عزة أو فخر
ان في فقدان العربي لأنداده درب ممهدة نحو فناءه
جذوري في العروبة تمتد في التاريخ قبل الاسلام عميقاً
ورغم الهزيمة الكبيرة أحبها .. ومازلت متشبثة بها
واتعفف عن ما عداها ولو فيه مطامعي
كلما لثموا جزءاً جديداً منها .. تمتمت :
لي عروبتي .. ولهم شعوبيتهم
احد الاصدقاء طرح رأي ذكي رغم ما فيه من تناقض 
يقول انه يرفض اتحاد الشعوب على اساس عنصري
لكنه مؤمن بحق تقرير المصير ؟
فكيف يستقيم هذا الأمر ؟
برأيي تقرير المصير هو ( حق ) لكن عنصري 
فهل يا ترى هذا الحق اخلاقي 
او ليس فيه تصعيد التنوع الى تضاد ماهوي ؟ 
اليس الحق هذا اعتراف شرعي بكراهية الآخر ؟
وتصنيف نرجسي؟ وربما الغاء وجوده ؟
وهل نستطيع ان نعده درجة تقدم في وعي الانسان
والمعرفة في عالم تغزوه العولمة والانفتاح وذوبان الهوية ؟
لكن المقلق بالامر ان ذوبان الهوية
فيه مخاطر على التنوع ايضا
وتحتاج الهوية ان تقاوم وتحافظ على نفسها
انا مثله لم احسم أمري تماماً حول هذه الجدلية
حاصروا مضايا حتى هلكت
ويحاصرون الفلوجة حتى تهلك
وقريباً يحاصرون طرابلس لبنان
تلك الملايين المبهورة بمجد ايران
اكثر وساخة .. وخسة منها 
لا مجد للمكر ولا نصر للاوغاد
وان كنا نشهد عصراً مسخ 
حاشا للنبيل ان يكون ممسوخ
من قبل 500 سنة جانت جثث السنة
تغص بها اذربيجان وتبريز وارمينيا
سب الصحابة كان على المنابر 
يجبرون الخطيب على السب وان امتنع
يهدمون الجامع ويسحلوه بالشوارع 
ويستبدلوه بعلماء شيعه من جبل عامل
وبمكان المسجد يبنون كنيسة
وبعيد الغدير من كل سنة يصنعون دمية
يسموها عمر ويقذفوها بالحجارة وبعدين يحرقوها
حار شسوا اسماعيل الصفوي جرائم بشعة
من قتل وتهجير وظلم وتشييع قسري
شسووا العثمانيين بعهد بايزيد الثاني
ذاك الوكت وهم خلافة عظيمة سنية لها فتوحات ؟
حالهم حال الصنم مدعوين للفرجة فقط
مثل حال الحكومات الاسلامية اليوم
ثمة سببين ..
خلف إستفزاز الرجل للمرأة 
إما انه فظ الطبع غليظ بلا ذوق 
او ان هذه المرأة تثير اهتمامي
تفقون معي ؟
ان الفيسبوك العراقي يتحكم بجمهوره ؟ 
اعني الالاف القراء والمشاركين يتم تهيئتهم لمتابعة مجموعة محددة من اكاونتات الناشطين ومجموعة محددة من الصفحات العامة ، لهم نفس التوجهات الفكرية ونفس صناعة وهندسة العقل الجمعي نفس العبارات ، نفس الدعايات بحيث تشوفهم نسخ من بعضهم بحججهم وطريقة كلامهم حتى بمعارضتهم التي بالعادة لا تمس جوهر المضمون او تهدد النمط الايديولوجي الشائع ، والمخالف يتم اقصاءه بعد تحويله لوليمة دسمة يتسابقون في الانقضاض عليها.
من الضروري ان يسمع القاريء صوتين مختلفين تماماً ، ويستمتع بالفكرة واضدادها ، هذا التناقض الذي يوسع المدارك ويفتح الذهن ويحفزه على التساؤل والبحث ليش هذا الصوت على فرادته يتم تكميمه وتخوينه ؟
ما المغري مثلاً في قراءة نصوص متشابهه
وتكرار الكليشة صبح ومسية ؟
هذا مو مضيعة للوقت ؟ و امر منقوص النفع ؟
هذه مو خيانة يتعمدها
اصحاب القاعدة الجماهيرية للقاريء العراقي
 لا تبدو الحرية مرعبة
الا حين نكسر قيداً
كانت فيه ملذاتنا
الاسوء من سوء الظن
ان لا تجد تفسيراً له
من قلب مدينة قديمة قصية في الانبار 
كانوا يسمونها ( بقة ) تقع غربي هتيوم او هيت حالياً 
نشأ الخط العربي ومنها انتشر الى الحيرة 
ومكة والحجاز وشبه الجزيرة العربية
ثلاثة من رجالاتها من قبائل عربية وسريانية
وضعوا مخارج الحروف ورسمها وصورها 
حتى بدت بنسق متكامل الجمال في النطق والكتابة
واحداً منهم كان ينحدر من قبيلة اياد العربية
التي عرفت الكتابة قبل غيرها من القبائل
و تعرضت لطغيان الملك الفارسي سابور الثاني انذاك
ليس صحيحاً ما نورده من تسمية الخط الكوفي
ف التسمية الصحيحة له هي الخط الحيري
نسبة للحيرة العاصمة السياسية والدينية
في العراق قبل ظهور الاسلام
بينما عرفت الكوفة مدينة عربية اسلامية
ومازالت الملايين الجاهلة عن غفلة او عن بغض
تنال من الانبار واهلها وتاريخها وامجادها
بالخط العربي الذي ابتكره اسلافهم العظام
كيف تعاقب مدينة رفيعة كالموصل وكل فرد فيها منجم للعطاء الاخلاقي؟
وكيف تنوي بناء بلد بمؤسساته ودوائره وانضباطه وقوته بدون اهل الموصل ؟
مدينة انجبت عبد الجبار شنشل وسلطان هاشم ومحمد وطه ياسين رمضان
وطارق عزيز ومحمد يونس الأحمد وجواد سليم واحمد خيري العمري
وزها حديد وجنة عدنان والالاف الكفاءات من الضباط واكاديميين والفنانين
كيف ممكن بشر عاقل سوي غير مبغض ولا يشعر بالدونية , يفرط بمثلها ؟
قصف ورعب يومي , غلاء البضائع , غلاء الدواء , حصار ودمار
وحزن شفيف تنطق به عيون اميراتها المتسربلات بالسواد والكبرياء
هل عرفت عفيفة فاتنة بمراكز علمية عليا كالمرأة المصلاوية ؟
هل تذوقت حلاوة النفس الغنية كاللقمة الغنية من يد امرأة كالمصلاوية ؟
هل زرت بيتاً مسيجاً بالاناقة والنظافة كالزهر المعطر كبيت المصلاوية ؟
هل صادفت أميناً حريصاً على مال وملك في ذمته كالرجل المصلاوي ؟
هل نافسه في البسالة والانتظام العسكري وتطبيق القوانين أحد ؟
هل صادفت رقيباً مثله لا يتردد لحظة في محاسبة نفسه ان اخطأ او اخفق ؟
هل عرفت مثله مرتعباً من التقصير حريصاً على احترامه في عيون ذاته ؟
حين نقول ان الدولة العراقية انهارت وخربت لما ادارها المعدان
ليس في الامر عنصرية اتجاه فئة او جنس او عرق بحد ذاته
لكن لأن سلوكياتهم وثقافتهم ونمط معيشتهم وتربيتهم
محدوده وضنينة على قدر البيئة التي نشأ فيها هذا الانسان
هذه امكانياتهم ناس خُلقت لتكون محكومة وليست حاكمة
نوري باشا سعيد لم يسلم وزارة المالية والدفاع الا للمواصلة
ووصفهم مادحاً بالقول :
بسلاء امناء على بعضهم ... رقباء
كرماء بخلاء على بعضهم ... رقباء
انسوا ممكن يكون للعراق يوماً شأن وكيان وقامة
بلا جوهرة اسمها الموصل
بزمن صدام كان اكو معارضة شيعيه منظمة
لها اجتماعات وتمويل وعلاقات سياسية بالدول
وخلايا سرية ومخابرات وتجنيد وشغل واضح
من صار الاحتلال ،دعم الغرب هذه المعارضة
التي قدمت نفسها وصار حزب الدعوة بالحكم 
السنة وينها معارضتهم ؟