Wednesday, June 8, 2016

كيف يركن غير المؤمن لقناعة ثابتة كالمؤمن الذي كان يسخر منه ؟
الفكرة المحنطة صنم جديد يبعث الطمأنينة والاستقرار في نفوس معتنقيها
انهم يستبدلون ديناً بدين آخر وان هذا لعمري مثير للشفقة 
كل من لا يتعذب في فهم الوجود والتفتيش عن ماهيته في بحث مخلص دؤوب
لن يصل يوماً لدرب الحكمة
في اللحظة التي تحاول فيها تطبيق العدالة حتى في العوالم الافتراضية يهجرك الجميع 
اثارة النزاع والتمايز والتفرقة في المعاملة بين الافراد يشعرهم بوجودهم 
الوجود المرتبط بالحياة القاصرة نفسها المقرونة بالشهوات والرذائل اكثر من الفضائل 
يبدو ان المثالية معادية للنفس البشرية .. خلاف ما ينكروه 
في الوقت الذي يتفسخ فيه الشرق لتيارات فكرية مائعة لا رأس لها ولا ذيل
يصطف في شتاتها المهزوزون بثوابتهم الحضارية وارثهم الثقافي الاسلامي والقيمي
ويصبح المعنى الاعلى عند الانسان الشرقي ذاته , وليس الفضيلة
تبقى الفلوجة صامدة بقوة ايمانها وبأس رجالها بشكل يدعو للذهول اكثر منه للغبطة
لماذا قد يقدم اهلها هذه الخسائر البشرية المتعسفة وكأنهم خلقوا لمثل هذا الصراع الغريب؟
كيف تصبح الكرامة اعظم من روح طفل يبكي جوعه وذعره من قصف لا يرحم
ان لم يكن هناك اساس متين في النفس وثقة طائشة مغامرة برضا الرب ونصره؟
الناس اصبحت تنتعل الدين الاسلامي ويلهج بهجائه الصعلوك كما المفكر
تماشياً مع الموجة العالمية لانهائه مع سخرية سمجة من مفهوم "الكرامة"
والدعوة للتعايش مع الغازي والمحتل في واحدة من مشاريع التبشير بالانسانية
لكن في الفلوجة , في هذه البقعة الصغيرة من العالم , تنقلب مفاهيم الحياة رأسا على عقب
كتب احد المتابعين لصفحتي على الفيسبوك ذات يوم ان احد اصحابه
تناول "رشاشة" لحظة دخول الدبابة الامريكية لشارعهم وقفز امامها
يرميها مباشرة بثبات وجنون حتى قتل كل من فيها
ربما لهذا السبب وصف الجيش الامريكي ابناء هذه المدينة ب the crazy fighter
اتسآل لولا الايمان الذي يمنح مثل هذه الدروع النفسية في الحروب المصيرية
كيف سيدرك الوعي البشري معنى الشجاعة والاستبسال والمقاومة والخيانة والغدر
والخير والشر والفضيلة والرذيلة وكل القيم الاخلاقية لتفسير الحياة وفهم الانسان ؟
*و ما ابتغي الشر والشر تاركي
ولكن متى احمل على الشر اركب
نحن نعلم ان القانون العالمي لحقوق الانسان ينص على المساواة التامة
بين الاطفال الشرعيين والاطفال اللقطاء بالحقوق كما في الفقرة ادناه:
"للأمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين،
وينعم كل الأطفال بنفس الحماية الاجتماعية سواء أكانت ولادتهم
ناتجة عن رباط شرعي أو بطريقة غير شرعية"
والقانون الغربي على هذا الاساس عزز وضع الطفل اللقيط وتكفل بحمايته ومصاريفه
وادخاله للجامعة وانخراطه في المجتمع ,بل وحتى الأم التي حبلت به
يتم تقديم مبلغ مالي شهري لها كتعويض نفسي للضرر الذي حصل من جراء حملها
مما اعطى العلاقات المحرمة او الغير مسجلة في البلدية شرعية وقوة في مواجهة اي مجتمع محافظ
ونحن حين نحاول تجنب تبعات العولمة الغربية وثقافتها التي اجهزت بسطوة القانون
على الاعتبارات الاخلاقية لأجل الحرية الفردية بأعتبارها الهدف الأسمى المحنط
سنعود بالتأكيد لقيود مجتمعاتنا المحافظة الدينية منها والعرفية العشائرية في تهذيب
العلاقة بين الرجل والمرأة وتأديب غرائز الانسان واخضاع الوعي البشري للمسؤولية وتحمل تبعاتها .
حين لا يفلح الدين بوضع اعتبارات ردع وخوف من عقاب آخروي في ارتكاب الخطيئة
ستتكفل الاعراف العشائرية بذلك مخافة الفضيحة و العار والسمعة السيئة الملطخة
وهذا الضبط الاجتماعي ضروري ان كنا نريد ان نقنن حالات الولادة الغير شرعية
وضحاياها من الاطفال مجهولي النسب.
قد يرى الكثيرين بأن نبذ اللقيط وهجره وعدم مخالطته والزواج به فكرة غير انسانية
بحق مظلوم لم يكن له يد في علاقة محرمة , لكني اراها قوة ردع صحيحة وصحية للمجتمع
كي لا تختلط الارحام ببعضها وتجنب العودة للنظام الامومي البدائي Matriarchy
والزيجة المشاعية التي ألفها ومارسها إنسان ما قبل التاريخ.

Sunday, June 5, 2016

سماحة الدين الاسلامي بالنمط المشار اليه في الآية القرأنية ( لكم دينكم ولي ديني )
لا تعني التوقف عن التبشير به كما يبدو وإلا , لو كان الأمر كذلك لتركوا قريش على دينها
أليست عبادة الاصنام او التقرب بها الى الآلهة .. دين ؟
ما الذي يرمي اليه الاسلام بهذه الآية ؟
اظن ان الزي الاسلامي يمثل تيار قوي مضاد للموضة بكل اشكالها وفي مدار زمني مستمر 
لهذا السبب تحاربه المؤسسات والشركات الرأسمالية لأنه يمنع ضخ سلعها ومنتوجاتها
لا يبحث الغرب بالحقيقة عن حرية اختيارات المرأة بقدر مكاسبه المتحققة منها 
كل شيء يبدو في النهاية تجارة , و شرعنة الخداع مرهونة بقياس نسبة الربح والخسارة 

يزعم نيتشه ان السبيل الوحيد لخلق الـ"مجتمع السعيد" على أرض الواقع 
هو ان يبلغ الانسان ذورة الكمال في التفوق, اي يصبح إله او شبيه بالآله "superman" 
ومرد الارادة القوية لمثل هذا المخلوق الذي بشر به فيلسوف العدمية الأول
هو هدم الدين وكل القيم الاخلاقية القديمة بمطرقته المعرفية والفلسفية حسب منظوره .

لا يكون السؤال بالاستفسار عن مسببات خلق مثل هذه الارادة الجبارة بدءاً كما ارى
بل بالبحث عن مواطن الضعف في الانسان وتفكيكها واذابتها من اعماق النفس البشرية
يركز افلاطون على هذه النقطة في كتابه الذي اقرأ فيه منذ فترة , عن ان روح الانسان 
يجب ان تتحرر من كل الشوائب و النقائص البشرية ان كانت تنشد الطهر الخالص
عندما ترحل للعالم الأدنى ذلك لأن كل ألم وكل سعادة هي كالمسمار الذي يسمر الروح بالجسد .

وفي محضر بحثي هذا تسائلت عن ماهية ما يخشاه الانسان وما هي طبيعته ؟
ما الشيء الذي يعجز عن التخلي عنه ؟ او يرى فيه منتهى السعادة ؟
روحه اولاً , والداه , اولاده , ماله , ثرواته , شهوات جسده ولذائذه 
ماذا لو جاءت (فكرة ما) وخلصته منها , لكن بشكل عاقل ذو مرجعية اخلاقية ثابتة
تكفل للوجود وما بعده معنى بدل العبثية والعدمية ؟

هل المسلم هو الانسان السوبرمان الذي مات دونه نيتشه ؟
لا ادري لماذا يدور في خلدي هذا السؤال منذ فترة طويلة
ربما لأن الأسلام ( فكرة ) لها آله مخفي , غير مجسد بهيكل آدمي له ملامح 
يرهق عباده بالتكبر والاستمتاع بخضوعهم وانكسارهم بين يديه
فيصبح الانسان كأنما هو عبد لذاته , آله للأله في وجدانه

وربما لأن الاسلام ( فكرة ) فيها ثبوت المرجعية الاخلاقية ووضوح ركائزها
في موازنة دنيوية آخروية تبعث في النفس الطمأنينة وثبوت المسعى 
سواء كانت تصب في الوهم المطلق او الحقيقة المطلقة. 

الاسلام ( فكرة ) تبيح للانسان التضحية من اجلها بنفسه وأهله وماله وثرواته 
والتخلي عن شهواته ومتع الدنيا - في حال تقاطعت معها 
ماذا لديك كي تستعبد انسان ان لم تجد شيئاً يثير حسرته عليه ؟
او التلويح بحرمانه من ملذاته ؟ هل تملك اداة تثير بها فزعه ؟
لا شيء سوى مخافة ان تنال (فكرته) شائبة وهي ما يرخص من أجلها الغالي والنفيس
أليس هذا شكلٌ من اشكال الكمال ؟


بالعادة العوام من الناس وحتى المثقفين منهم يعتبرون هذه السياسة غلظة وبشاعة منافية للانسانية
فلا شيء يبرر للولد (مثلا) قتل والده وان كان الأب في معسكر معادي للاسلام
لكن محبة الوالد شائبة دنيوية تبعث في النفس الضعف , محبة المال والشهوات نقيصة 
لا تحرر الروح من قيودها (كما اسلفت على لسان افلاطون) بحثا عن الطهر في العدم او الوعد المنتظر
ولعل في ذلك كل القوة والأرادة العظيمة خلاف الانسانية التي فيها كل الضعف وهزالة الارادة .