Wednesday, June 8, 2016

في الوقت الذي يتفسخ فيه الشرق لتيارات فكرية مائعة لا رأس لها ولا ذيل
يصطف في شتاتها المهزوزون بثوابتهم الحضارية وارثهم الثقافي الاسلامي والقيمي
ويصبح المعنى الاعلى عند الانسان الشرقي ذاته , وليس الفضيلة
تبقى الفلوجة صامدة بقوة ايمانها وبأس رجالها بشكل يدعو للذهول اكثر منه للغبطة
لماذا قد يقدم اهلها هذه الخسائر البشرية المتعسفة وكأنهم خلقوا لمثل هذا الصراع الغريب؟
كيف تصبح الكرامة اعظم من روح طفل يبكي جوعه وذعره من قصف لا يرحم
ان لم يكن هناك اساس متين في النفس وثقة طائشة مغامرة برضا الرب ونصره؟
الناس اصبحت تنتعل الدين الاسلامي ويلهج بهجائه الصعلوك كما المفكر
تماشياً مع الموجة العالمية لانهائه مع سخرية سمجة من مفهوم "الكرامة"
والدعوة للتعايش مع الغازي والمحتل في واحدة من مشاريع التبشير بالانسانية
لكن في الفلوجة , في هذه البقعة الصغيرة من العالم , تنقلب مفاهيم الحياة رأسا على عقب
كتب احد المتابعين لصفحتي على الفيسبوك ذات يوم ان احد اصحابه
تناول "رشاشة" لحظة دخول الدبابة الامريكية لشارعهم وقفز امامها
يرميها مباشرة بثبات وجنون حتى قتل كل من فيها
ربما لهذا السبب وصف الجيش الامريكي ابناء هذه المدينة ب the crazy fighter
اتسآل لولا الايمان الذي يمنح مثل هذه الدروع النفسية في الحروب المصيرية
كيف سيدرك الوعي البشري معنى الشجاعة والاستبسال والمقاومة والخيانة والغدر
والخير والشر والفضيلة والرذيلة وكل القيم الاخلاقية لتفسير الحياة وفهم الانسان ؟
*و ما ابتغي الشر والشر تاركي
ولكن متى احمل على الشر اركب

No comments:

Post a Comment