Wednesday, February 3, 2016

لم اكن افهم بالضبط سبب كراهية اهلي لصدام حسين ..
ولماذا كلما جاء اسمه احتقنت الملامح وبدا الغضب والامتعاض بادياً عليها
إلا انني كرهته كما يفعلون وكنت امتليء بالغيض كلما ظهر على شاشة 
او رأيت صوره على غلاف كتبي الدراسية أوهتفت مع الطلاب في المدرسة بإسمه 
واهرع الى الغرفة مع اختي بعد ان اتاكد من اغلاق الباب جيداً واهمس ببراءة الاطفال
اني اكره بابا صدام !!
يوم اعدامه صادف عيد مولدي 30 كانون الاول المملوء بالبرد والحزن
كنت سعيدة ان اهلي سيتخلصون من زعيم شرير بسببه عشت الحروب
وانقضت وسط ساحات المعركة اجمل سنوات عمر والدي واعمامي
سمعت صفارة الانذار التي ما كان يجب ان اسمعها
عشت رعب القصف الذي ما كان يجب ان اعيشه
رأيت شحوب امي الذي عكسه ضوء الشموع الخافت
وما كان يجب ان اراه ولا اعرف كيف اغيره او ابعده عنها ..
لكني وعلى غير العادة رأيت وجه ابي لحظة اعدامه مصفر
يدخن السجائر بكثافة وقد اتخذ ركناً بعيداً من التلفاز
وعيون امي محتقنة بالدمع لكنها متماسكة صامتة
بعد موته كبرت فجأة ..
صرت اتعرف على صدام حسين من جديد
واقلب صوره على مهل كما لو انني اراها للمرة الاولى
واتوقف كثيراً عند حكمه ونبرة صوته التي سخرت منها يوماً
لماذا اضطهد الشيعة ؟ لماذا اضطهد الاكراد ؟
لماذا حول الوطن لمعتقل كبير لا يغادره احد
لماذا يجب ان نتحدى ونقاوم ونشتري المباديء بأكبادنا الفقيرة؟
من اخبره اننا ابطال لا نطمح بأكثر من حياة مسالمة
هل كان الأمر يستحق كل هذه التضحيات الباهضة ؟
لم احب زعيماً يوماً , لا يمكنني ان احب امثالهم
لأنهم على الدوام مشاريع جبابرة وآلهة واصنام
وانا امرأة عربية حرة متمردة وغاضبة لا يرضيني شيء
لكنني عند صدام توقفت وشعرت ان كل بطشه
وقسوته واخطاءه مغفورة وصغيرة امام نواياه
ولا املك نحوه إلا مساحة الاحترام العظيمة التي تركها في نفسي
وغصة بحجم الغدر الذي نال العراق صبيحة اعدامه

No comments:

Post a Comment